أفاد مصدر مسؤول في مديرية ناحية السعدية (قزرَبات) التابعة لمحافظة ديالى، اليوم ان الأمل الوحيد لبقاء هذا العدد القليل من الكرد في الناحية متوقف على تنفيذ وعود عودة قوات البيشمركة الى المنطقة، فيما أشار نائب كردي في مجلس النواب العراقي الى ان القيادة السياسية الكردية قررت إعادة البيشمركة الى تلك المناطق لحماية الكرد بتلك المنطقة.
وقال مدير ناحية السعدية، أحمد زركوشي، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "الأمل الوحيد لبقاء هذا العدد القليل المتبقي من الكرد في الناحية، متوقف على إعادة البيشمركة الى المنطقة لحماية أرواحهم"، مضيفاً ان "الكرد في المنطقة يترقبون تنفذ وعود قيادة اقليم كردستان بإعادة البيشمركة اليها".
وأوضح زركوشي ان "عرب المنطقة بصورة عامة يعارضون عودة البيشمركة، لكننا ننتظر قرار حاسماً من القيادة السياسية الكردستانية".
ولفت الى ان "هناك إجحافاً كبيراً في المؤسسات الحكومة العراقية الموجودة في حدود ناحية السعدية، بحيث تم حرمان الكرد من كل النواحي، ما خلق حالة من الاستياء لديهم، لذا ننتظر ما سيقدم عليه الاقليم".
يذكر أن مناطق حوض حمرين التي تضم نواحي جلولاء والسعدية وقرة تبة يقطنها العرب والكرد والتركمان بنسب متفاوتة، شهدت اشتباكات محدودة بين الجيش العراقي والبيشمركة في آب/أغسطس 2008 بسبب تنازع السيادة عليها وقد تم احتواؤها بسرعة، وعلى اثر ذلك انسحبت قوات البيشمركة من تلك المناطق، ألا انها مازالت تعاني من تداعيات تلك المرحلة بين آونة وأخرى.
من جهته، قال عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، حسن جهاد، لـ(آكانيوز) ان "البيشمركة ستعود الى تلك المناطق ونحن الآن بصدد الإعداد لذلك، غير انه من المقرر تشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي للحفاظ على أمن المنطقة، وستحسم هذه المسألة بحلول عيد الفطر، ولكن حتى اذا لم يتم تشكيل القوة المشتركة، فان البيشمركة ستعود".
وأضاف جهاد ان "عودة البيشمركة الى المنطقة ستلاقي معارضة شديدة خاصة من قبل الطرف العربي بالمنطقة، لأن المسألة متعلقة بالجغرافيا والسياسة، ولهذا يستوجب اتخاذ الاعداد لها بشكل جيد لكي تتمكن البيشمركة من أجل فسح المجال لنفسها بالمنطقة".
وأشار الى ان "القيادة السياسية الكردية اتخذت قرارها بإعادة البيشمركة الى هذه المنطقة لحماية الكرد، لكننا نرغب بتشكيل قوة مشتركة في هذه المنطقة وتوفير الأمن فيها، بغية عودة السكان الأصليين لهذا المنطقة من الكرد، الذين نزحوا منها خوفاً على حياتهم، الى مسقط رؤوسهم، وحتى اذا لم يتم تشكيل القوة المشتركة، فان البيشمركة ستعود بموافقة بغداد أم بدون موافقتها".
وناحيتا السعدية وجلولاء تابعتان لقضاء خانقين (177 كم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد).
وتقع محافظة ديالى على مسافة 57 كم شمال شرقي العاصمة العراقية بغداد، وتبلغ مساحتها 77 ألف كيلو متر مربع، وتتألف من خمسة أقضية و17 ناحية، ويبلغ عدد سكانها مليوناً و500 ألف نسمة، يمثلون أبناء القوميات الثلاث العربية والكردية والتركمانية، وتعاني أوضاعاً أمنية متردية منذ سقوط النظام العراقي السابق في 2003.