باشر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشاورات مع
كبار مساعديه لتشكيل وفده المفاوض مع القوات الأمريكية حول إبقاء مدربين
عسكريين في بلاده يتراوح عددهم ما بين 10 و 15 الفا لمدة سنتين سيتمركزون
في 9 قواعد عسكرية في انحاء مختلفة من العراق لتدريب القوات العراقية دون
ان تكون لهم صلاحية القيام بعمليات عسكرية بدون تنسيق مع السلطات العراقية.
ويضغط
الجانب الامريكي بأتجاه اتفاق سريع يتيح للقوات الامريكية معرفة اعداد
افرادها الذين سيغادرون العراق في نهاية العام الحالي وعدد المدربين الذين
سيبقون بعد هذا الموعد وهو التاريخ المحدد في الاتفاقية الامنية الموقعة
بين البلدين اواخر عام 2008 حيث مايزال في العراق حوالي 47 الف عسكري
امريكي.
وستكون مهمة المدربين تقديم الاسناد الجوي وتدريب القوات
العراقية على الاسلحة. و لن يكون من صلاحياتهم القيام بعمليات عسكرية او
عمليات قصف جوي الا بتنسيق تام مع السلطات العراقية.
وكان رئيس هيئة
الأركان الأمريكية المشتركة الادميرال مايكل مولن قد دعا عقب مباحثات
منفصلة مع طالباني والمالكي الحكومة العراقية الى الاسراع في اتخاذ موقف من
مسألة انسحاب القوات الامريكية والدفع نحو موافقة البرلمان على منح الجنود
الامريكيين حصانة ضد المحاكمات.
هذا وأعلن الرئيس العراقي جلال
الطالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري صباح الأربعاء منح الحكومة الضوء
الأخضر لإجراء مفاوضات حول هذا الموضوع وذلك بعد ان فوض قادة الكتل
السياسية رئيس الحكومة الدخول بمفاوضات مع الجانب الامريكي لحسم المسألة،
وسط معارضة التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
فقد اتفقت الكتل
السياسية العراقية في ختام اجتماعها في منزل الرئيس العراقي جلال الطالباني
في بغداد على تخويل الحكومة اجراء محادثات مع الولايات المتحدة بخصوص
إبقاء جزء من القوات الأمريكية لاغراض تدريب القوات العراقية ما بعد موعد
الانسحاب الكامل نهاية العام الجاري.
ورغم أن المفاوضات ستتمحور حول
بقاء عدد محدود من الجنود، وهو عدد تقول الصحف الأمريكية أنه قد يبلغ عشرة
آلاف جندي بعدما كان يشمل عشرات الآلاف عند الاجتياح عام 2003، للا ان هذه
الخطوة قد تؤدي الى سجال داخلي اضافي.
بالاضافة الى ذلك، اقر الرئيس العراقي عقب اللقاء الذي استضافه في مقره ببغداد، بأن التيار الصدري ابدى تحفظه على هذا القرار.
من
جانبه نفى المتحدث باسم زعيم التيار الصدري صلاح العبيدي ماتناقلته بعض
وسائل الاعلام عن موافقة التيار على ابقاء حد ادنى لعدد من المدربين
الامريكيين الى ما بعد موعد الانسحاب ، اي نهاية العام الجاري.
واوضح ان التصريح قد فهم بشكل خاطئ، مشيرا الى ان التيار يرفض وجود اي عدد من المدربين ويرفض التواجد الامريكي بكافة اشكاله.
وقد
تردد في وقت سابق ان العبيدي اعلن الموافقة على إبقاء الحد الأدنى فقط من
المدربين الأمريكيين إلى ما بعد موعد الانسحاب، وعدم منحهم اية حصانة.
وتنص
الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية نوفمبر/تشرين
الثاني عام 2008 على انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من كافة الأراضي
والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر/كانون الأول من عام
2011 الحالي.